قصة بعنوان وهكذا رحلت فتون -
قصة بعنوان وهكذا رحلت فتون -
بكت بصوت مرتفع وأخذت تستنجد بمن حولها ..
طفلتي فتون مابكِ ياصغيرتي
أمي .. ألم يقطع أحشائيa .. أمي لا أستطيع التحمل ..
حملها والدها إلى المشفى سريعاً وهناك كان بداية الألم .. كانت بداية لقصة غيرت حياة تلك الأسرة ..
فتـــــــــــــون مصابة بالسرطان .. هكذا قالها الطبيب ..
بدأت مراحل العلاج القاسية .. اضطرت والدتها لقص شعرها لكي لا تتفاجأ عندما تستيقظ وترى كتلاً من الشعر على فراشها ..
وسط تساؤلات منها عن السبب والتي أجيبت بأنك هكذا أفضل ..
شيئاً فشيئ والحالة لم تتطور بل تسري نحو التدهور ..
لذا قرر الأطباء التوقف عن علاجها ليجعولها تعيش باقي أيامها بعيداً عن المشفى ومعداته ..
دخلت البيت .. كانت فرحتها لاتوصف .. ركضت هنا وهناك .. قفزت على أثاث المنزل ..
صرخت بقوة .. أنا فتــــــــــــــــــــــــــــون عدت لكم
أنا هنا .. تعالوا جميعاً لنجتمع مجدداً .. لناكل سوياً لنشاهد التلفاز معاً
هي بضع أيام فقط .. حتى سقطت آخر بتلاتها ..
نُقلت للمشفى بسرعة .. غُرس في جسدها إبر مهدئة .. رقدت على فراش أبيض ..
اخذت تقلب عيناها وترى الأجهزة المحيطة بها .. مسكت على يد والدتها بقوة .. أمي أنا خائفة ..
انهارت والدتها بتلك الكلمات .. ضمتها إليها لتجعلها تغوص في حنانها عل قلبها يسكن ..
أخذت تسرد عليها ذكريات جميلة مضت .. تقص عليها قصص كانت هي البطلة فيها ..
قاطعتها بصوت مبحوح ..
أمي .. لا تتركيني لوحدي ..
أغمضت فتون عيناها .. فلقد استنفذ الألم قواها ..
ونامت .. نامت وهي بحضن والدتها التي ظلت تشاهد ملامح ابنتها الهزيلة
غرقت بأحلام وردية لها .. تمنت لو ركبت هي وابنتها حصان مجنح ليطيروا فوق السحاب ..
حيث السعادة .. حيث ترى طفلتها تلعب وتضحك هناك ..
صحت من غرقة أحلامها .. الساعة الثانية ليلاً ..
ألقت بنظرة على وجه ابنتها ..
وجه أبيض مشرق .. ابتسامة رائعة ..
قبلتها .. لتشعر ببرودة جبينها ..
صرخت .. ابنتي فتون ماتت
ماتت بين يدي وفي أحضاني ..
رحلت عن هذه الدنيا .. طلبت مني ألا أتركها .. لكنها هي التي تركتني
لقد ودعت المرض والألم ..لقد ودعت الحياة..
وهكذا.. رحلت فتـــــــــــــــــون
ــــــــــــــ